کد مطلب:167927 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:200

تفصیل القصة
علی أساس روایة كتاب تسلیة المجالس هكذا: أنه بینما كان عبیداللّه بن زیاد یتكلّم مع أصحابه فی شأن عیادة هانیء: [1] (إذ دخل علیه رجل من أصحابه یُقال له مالك بن یربوع التمیمی، فقال: أصلح اللّه الامیر، إنی كنت خارج الكوفة أجول علی فرسی، إذ نظرتُ إلی رجل خرج من الكوفة مسرعاً إلی البادیة، فأنكرته، ثمّ إنی لحقته، وسألته عن حاله فذكر أنه من أهل المدینة! ثمّ نزلت عن فرسی ففتّشته فأصبت معه هذا الكتاب. فأخذه ابن زیاد ففضّه فإذا فیه: بسم اللّه الرحمن الرحیم: إلی الحسین بن علی: أمّا بعدُ: فإنی أخبرك أنه بایعك من أهل الكوفة نیفاً علی عشرین ألف رجل، فإذا أتاك كتابی فالعجل العجل، فإنّ الناس كلّهم معك، ولیس لهم فی یزید هوی...

فقال ابن زیاد: أین هذا الرجل الذی أصبت معه الكتاب؟

قال: هو بالباب.

فقال:إئتونی به.

فلمّا وقف بین یدیه، قال: ما اسمك؟

قال: عبداللّه بن یقطین. [2] .


قال: من دفع إلیك هذا الكتاب؟

قال: دفعته إلیَّ أمراءة لاأعرفها!

فضحك ابن زیاد وقال: إختر أحد إثنین، إمّا أن تخبرنی من دفع إلیك الكتاب أو القتل!

فقال: أمّا الكتاب فإنّی لاأُخبرك، وأمّا القتل فإنی لاأكرهه لانّی لاأعلم قتیلاً عند اللّه أعظم أجراً ممّن یقتله مثلك!

قال: فأمر به فضربت عنقه). [3] [4] .

وقال المحقّق الشیخ محمّد السماوی (ره): (وقال ابن قتیبة وابن مسكویه: إنّ الذی أرسله الحسین قیس بن مسهّر... وإنَّ عبداللّه بن یقطر بعثه الحسین علیه السلام مع مسلم، فلمّا أن رأی مسلم الخذلان قبل أن یتمّ علیه ماتمّ بعث عبداللّه إلی الحسین


یخبره بالامر الذی انتهی، فقبض علیه الحصین وصار ما صار علیه من الامر الذی ذكرناه.). [5] .

وهذا یؤیّد انّ عبداللّه بن یقطر (رض) كان رسولاً من مسلم علیه السلام إلی الامام علیه السلام، ولكنّة یخالف ما فی روایة المناقب وروایة تسلیة المجالس فی أنه (رض) كان قد حمل إلی الامام علیه السلام خبر الخذلان لاخبر البشری بالعدد الكبیر من المبایعین!

والظاهر أنّ عبداللّه بن یقطر (رض) علی المشهور قُتل بنفس الطریقة التی قُتل بها قیس بن مسهّر الصیداوی (رض)، حیث أُلقی كلُّ منهما من فوق القصر، لكنّ الاوّل قُتل قبل الثانی رضوان اللّه تعالی علیهما، بدلیل أنّ خبر مقتل ابن یقطر (رض) ورد إلی الامام علیه السلام بزبالة فی الطریق إلی العراق فی نفس خبر مقتل مسلم علیه السلام وهانیء (رض)، فنعاهم الامام علیه السلام قائلاً: (أمّا بعدُ، فقد أتانا خبرٌ فظیع، قُتل مسلم بن عقیل وهانیء بن عروة وعبداللّه بن یقطر، وقد خذلنا شیعتنا...)، [6] وبذلك یكون عبداللّه بن یقطر (رض) ثانی رسل النهضة الحسینیة الذین استشهدوا أثناء أداء مهمّة الرسالة، بعد شهید النهضة الحسینیة الاول سلیمان بن رزین (رض) رسول الامام علیه السلام إلی البصرة.


[1] وفي رواية مناقب آل أبي طالب، 4:94، أنّ ابن زياد بعد أن زار شريكاً في مرضه في بيت هانيء، وجري ماجري من خطة اغتياله، فخرج، فلمّا دخل القصر أتاه مالك بن يربوع التميمي بكتاب أخذه من يد عبداللّه بن يقطر(رض)... وفي الرسالة: (.. أمّا بعد، فإني أخبرك أنه قد بايعك من أهل الكوفة كذا، فإذا أتاك كتابي...).

[2] لاريب أنّ إسم يقطين هنا تصحيف لاسم يقطر (والتصحيف في مثل هذه الحالات كثير خصوصاً في المخطوطات)، ذلك لانّ إسم يقطين لم يرد إلاّ في كتاب تسلية المجالس، كما أن إسم الاب في رواية ابن شهرآشوب في المناقب، 4:94 المشابهة لهذه الرواية هو يقطر وليس يقطين، هذا فضلاً عن أنّ رواية كتاب تسلية المجالس نفسها تذكر أنّ عبداللّه هذا رجل من اهل المدينة، والتأريخ لم يذكر لنا رجلاً من شهداء النهضة الحسينية من اهل المدينة بهذا الاسم (من غير بني هاشم) سوي عبداللّه بن يقطر (رض).

[3] وفي رواية الارشاد:203؛ وتأريخ الطبري، 3:303، أنّ ابن يقطر(رض) كان رسولاً من الامام عليه السلام الي مسلم بن عقيل عليه السلام، وأنّ ابن زياد قال له: (إصعد القصر والعن الكذّاب بن الكذّاب! ثمّ انزل حتي أري فيك رأيي. فصعد القصر، فلمّا اشرف علي الناس قال: أيّها الناس، أنا رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه 9 إليكم لتنصروه وتؤازروه علي ابن مرجانة وابن سميّة الدعيّ ابن الدعيّ، فأمر به عبيداللّه فأُلقي من فوق القصر إلي الارض، فتكسّرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه عبدالملك بن عمير اللخمي (قاضي الكوفة وفقيهها!!) فذبحه بمدية، فلمّا عيب عليه قال: إني أردت أن أُريحه!) (انظر: إبصار العين: 93).

[4] تسلية المجالس، 2:182.

[5] إبصار العين: 94.

[6] المصدر السابق.